حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث و قتيبة بن سعيد و غير واحد قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك قال : آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم كشف الستارة يوم الآثنين فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف و الناس خلف أبي بكر فكاد الناس أن يضطربوا فأشار إلى الناس أثبتوا و أبو بكر يؤمهم و ألقى السجف و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم من آخر ذلك اليوم .
" حدثنا حميد بن سعدة البصري حدثنا سليم بن أخضر عن ابن عوف عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : كنت مسندة النبي صلى الله عليه و سلم إلى صدري أو قالت : إلى حجري فدعا بطست ليبول فيه ثم بال فمات " .
" حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن الهاد عن موسى بن سرجس عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بالموت و عنده قدح فيه ماء و هو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول : أللهم أعني على منكرات الموت أو قال سكرات الموت " .
حدثنا الحسن بن صباح البزار حدثنا مبشر بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن العلاء عن أبيه عن ابن عمر عن عائشة قالت : لا أغبط أحداً يهون الموت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه و سلم .
قال أبو عيسى : سألت أبا زرعة فقلت له : من عبد الرحمن هذا ؟ فقال : هو عبد الرحمن بن العلاء بن الجلاج .
" حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن أبي بكر هو ابن المليكي عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم اختلفوا في دفنه ، فقال أبو بكر : سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئاً ما نسيته فقال : ما قبض الله نبياً إلاً في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه " ادفنوه في موضع فراشه .
حدثنا محمد بن بشار و عباس العنبري و سوار بن عبد الله وغير واحد قالوا : حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس و عائشة أن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه و سلم بعد ما مات .
حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار عن أبي عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس عن عائشة أن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه و سلم بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه و وضع يديه على ساعديه و قال وانبياه واصفياه واخليلاه .
حدثنا بشر بن هلال الصواف البصري حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء و ما نفضنا أيدينا من التراب و أنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا .
حدثنا محمد بن حاتم حادثنا عامر بن صلاح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين .
حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين فمكث ذلك اليوم و ليلة الثلاثاء و دفن من الليل .
قال سفيان و قال غيره : سمعت صوت المساحي من آخر الليل .
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد بن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين و دفن يوم الثلاثاء .
قال أبو عيسى هذا حديث غريب .
" حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا عبد الله بن داود حدثنا سلمة بن نبيط أخبرنا عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد و كانت له صحبة قال : أغمي على رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه فأفاق فقال : حضرت الصلاة فقالوا : نعم فقال : مروا بلالاً فليؤذن و مروا أبا بكر أن يصلي للناس أو قال : بالناس قال : ثم أغمي عليه فأفاق فقال : حضرت الصلاة فقالوا : نعم فقال : مروا بلالاً فليؤذن و مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة : إن أبي رجل أسيف إذا قام ذاك المقام بكى فلا يستطيع فلو أمرت غيره ثم أغمي عليه فأفاق فقال : مروا بلالاً فليؤذن و مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب أو صواحبات يوسف قال : فأمر بلال فأذن و أمر أبو بكر فصلى بالناس ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم وجد خفه فقال : انظروا من اتكئ عليه و رجل آخر فاتكأ عليها فلما رآه أبو بكر ذهب لينكص فأومأ إليه أن يثبت مكانه حتى قضى أبو بكر صلاته ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قبض فقال عمر : و الله لا أسمع أحداً يذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا ضربته بسيفي هذا قال : و كأن الناس أميين لم يكن فيهم نبي قبله فأمسك الناس فقالوا : يا سالم انطلق إلى صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فادعه فأتيت أبا بكر و هو في المسجد فأتيته أبكي دهشاً فلما رآني قال لي : أقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت : إن عمر يقول : لا أسمع أحداً يقول أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قبض إلا ضربته بسيفي هذا ! فقال لي : انطلق فانطلقت معه فجاء هو و الناس قد دخلوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا أيها الناس اخرجوا إلي فأخرجوا له فجاء حتى اكب عليه و خر على ساعده و مسحه فقال إنك ميت و إنهم ميتون ثم قالوا يا صاحب رسول الله أقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : نعم فعلموا أن قد صدق قالوا : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم أنصلي على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم . قالوا : و كيف نصلي عليه ؟ قال : يدخل قوم فيكبرون و يدعون و يصلون ثم يخرجون ثم يدخل قوم فيكبرون و يصلون و يدعون قالوا يا صاحب رسول الله أيدفن رسول الله قال نعم قالوا أين ؟ قال في المكان الذي قبض الله فيه روحه فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب فعلموا أن قد صدق ثم أمرهم أن يغسله بنو أبيه و اجتمع المهاجرون يتشاورون فقالوا انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار ندخلهم معنا في هذا الأمر فقالت الأنصار منا أمير و منكم أمير فقال عمر بن الخطاب : من له مثل هذه الثلاث ؟ ثم بسط يده فبايعه و بايعه الناس بيعة حسنة جميلة " .
" حدثنا نصر بن علي ثنا عبد الله بن الزبير حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال : لما وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم من كرب الموت ما وجد فقالت فاطمة : و اكرباه و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا كرب على أبيك بعد اليوم إنه قد حضر من أبيك ما ليس تبارك منه أحداً الموافاة يوم القيامة " .
" حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري و نصر بن علي قالا حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي قال سمعت جدي أبا أمي سماك بن الوليد يحدث أنه سمع ابن عباس يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ من كان له فرطان من أمتي أدخله الله تعالى بهما الجنة ] فقالت فمن كان له فرط من أمتك قال : [ و من كان له فرط يا موفقه ] قالت : فمن لم يكن له فرط من أمتك قال : فأنا فرط لأمتي لم يصابوا بمثلي " .